قصة بقرة القرية والمسؤول

قصة البقرة والسطل والمسؤول تجسد واقعاً بئيساً تعيشه كل الشعوب العربية للأسف. ورغم تشدقنا المتكرر بالتطور والنماء، فإن دار لقمان ما زالت على حالها.

قصة البقرة والسطل والمسؤول

القصة بقلم الدكتور: علي الزعبي

يُقال والعهدة على الراوي، إن قرية صغيرة فيها بقرة وحيدة، وكانت القرية تعيش على حليبها الذي يشكل مصدراً مهماً لغذاء الناس.

وفي يوم من الايام كانت البقرة تشرب من سطل ماء، ولم تستطع إخراج رأسها من السطل، وسمع أهل القرية خوار البقرة فأتوا مهرولين لمعرفة ما تعاني منه, فوجدوها تضرب رأسها يميناً ويساراً للتخلص من السطل، وقد حاولوا أن يخرجوا رأس البقرة من السطل من دون إلحاق الأذى بها, والحفاظ على سطل الماء لكي لا ينكسر, ولكن من دون جدوى. فقال أحدهم:

لماذا لا نلجأ إلى حكيم القرية ليحل المشكلة، لأنهم افترضوا فيه الحكمة والقدرة على حل هذا المشكل الخطر. جاء حكيم القرية وتأمل الوضع، وبعد تفكير عميق قال لهم اقطعوا رأس البقرة، فقطعوه. فقالوا:

يا حكيمنا ما زال رأس البقرة في السطل.. ماذا نفعل؟ فقال لهم:

أكسروا السطل .. فكسروه. ثم ذهب حكيم القرية بعيداً وجلس حزيناً مكتئباً! فجاءه أهل القرية يواسونه, وقالوا له:

يا حكيم لا تحزن، فداك البقرة، وفداك سطل الماء. رفع حكيم القرية رأسه ونظر إليهم وقال:

لست حزيناً لا على البقرة ولا على السطل، ولكني حزين عليكم لأنني لا أعلم ماذا ستفعلون لو لم أكن معكم.
تعكس هذه القصة وضع العديد من المسؤولين الحكوميين، والنواب، والنخب السياسية والمثقفة التي تفترض أن الحياة لا يمكن أن تسير من دونهم, وهم في واقع الحال لا يجلبون سوى الكارثة تلو الأخرى لبلدانهم وشعوبهم تماماً مثل حكيم القرية سالف الذكر!

 
 

تعليق خاص:

لو نظرنا حولنا لوجذنا أن هاته القصة تتكرر باستمرار في مجتمعنا .

في العمل مثلاً تجد بعض الأشخاص يتصرفون عشوائياً ويأخذون قرارات متسرعة لا تفضي إلى أي نتيجة إيجابية، ورغم ذلك تجدهم يشكرون أنفسهم لتزيين ما فعلوا، بل يبخسون أعمال الغير كي تبدو قراراتهم السخيفة أكثر حكمة من غيرهم، ويعتبرون انفسهم الأشخاص الأكثر أهمية، ولولاهم لتوقف العالم ينتظر تدخلهم.

هؤلاء هم الذين لا يعيرهم الأحرار اهتماماً وهم يصنعون قوة شخصيتهم من طول لسانهم لا أكثر. ولهم مُصَفِّقِين من طينتهم يخافونهم ويباركون استهتارهم.

وما أكثرهم في مجتمعنا.


قصة الحمار المُقيَّد في شجرة

 

يروى أن حماراً كان مقيداً بشجرة !!!

جاء الشيطان وفك له الحبل !!

دخل الحمار حقل الجيران وبدأ يأكل الأخضر واليابس

رأته زوجة الفلاح صاحب الحقل، فأخرجت البندقية وقتلت الحمار !!

سمع صاحب الحمار صوت البندقية فلما رأى حماره مقتولاً غضب غضباً شديداً وأطلق النار على زوجة الفلاح !!

رجع الفلاح فوجد زوجته مقتولة . فحمل بندقيته وقتل صاحب الحمار !!

سُئِلَ الشيطان: ماذا فعلت ؟ !!!!

قال الشيطان: لا شيء… فقط أطلقت الحمار !!

مغزى القصة: إذا أردت تُفسد مجتمعاً من المجتمعات أو تُخرب بلداً، وتُعكر أمنه الداخلي، « فأطلق الحمير! »

أحمد مطر

قناتي على اليوتوب

أرى أن هذه المواضيع قد تهمك:

 

شَـاركِ الْمَوْضُوع: 
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.

فكرتين عن“قصة بقرة القرية والمسؤول”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حول الكاتب :   من أقصى شمال المغرب كاتب مقالات إلكترونية حول كيفية بناء موقع ويب ناجح : ووردبريس ، HTML ، CSS .ومواضيع مختلفة وناشط على اليوتيوب في قناة: Jabism Web و رحيل الليل
كتب 465 مقالة في jabism.com.
-:- راسلني   -:- تابعني على تويتر   -:- تابعني على الفايسبوك

1٬027 عدد المشاهدات لهذا المحتوى
Scroll to Top