حكاية اللص والعجوز
يُحْكى أن لصّاً دخل منزلاً في ضواحي المدينة ليباشر عمله تحت ظلام الليل وسكونه . لكنه هذه المرة وجد امرأة عجوزاً جالسة مستيقظة ، بيدها سبحة تستغفر ربها وتسبحه . وهذا ما لم يكن في حسبانه، فصرخ في وجهها :
∴ لماذا مازلتِ مستيقظةً أيتها العجوز الشمطاء ؟!
فعرفت العجوز أنه لِصٌّ تسلل إلى منزلها في ظلمة الليل ليسرقه. فقالت له بهدوء امرأةٍ جمعت من الزمان كل معاني الحِكم وأسرار الحِيَل :
∴ يا ولدي يبدو أنك شخص محترم وتستحق كل خير وأنا أعلم أنّ الظروف التي لا ترحم هي التي أجبرتك على السرقه وجعلتكَ لصّاً ! آهٍ ياولدي ما أصعب الحياة لقد أصبحت لا تطاق . وقلَّ التكافل والتعاون بين الناس.
اسمع ياولدي ! كما ترى أنا امراة عجوز وأملك الكثير من المال و بعض المجوهرات … ولم يعد لي بهم حاجة ، فأيّامي أضحت معدودة و ليس لي أولاد ولن آخذهم معي إلى قبري 😢 أخذهم يا ولدي لعلك تنشئ بهم مشروعاً ينفعك فأنت مازلت في مقتبل عمرك. لكن أرجوك ياولدي قبل أن تغادر سأطلب منك طلباً !
تفضلي يا جدة ! أطلبي !
استرسلت المرأة في كلامها: منذ قليل كنت نائمة فرأيت حلماً مزعجاً وهو الذي أيقظني مرعوبة خائفة! وأريدك أن تفسر لي هذا الكابوس الذي قض مضجعي.
فابتهج وجه السارق وقال في نفسه : يبدو أنها فرصة العمر جاءت بين يدي ، سأحصل على مالٍ كثيرٍٍ عن طيب خاطر وبدون تعب ، سأسمع لها سخافتها وأرضيها في تفسير حلمها ، فهي عجوز بان عليها العجز والخرف .. فقال لها :
تفضلي يا جدة، ماهو حلمك؟
قالت له :
∴ يابني، رأيت فيما يرى النائم أنني أمشي على حافة نهر وفجأه انزلقت رجلي وكنت على وشك السقوط في النهر لولا أنني أمسكت بغصن شجرة فصرت أصرخ بأعلى صوتي وأقول : النجدة ياعبووود أنقذني ياعبووووود !!
فسألها السارق بلهفة :من هو عبود أيتها الجدة العجوز ؟!!!
وفجاة أتى عبود إبنها الذي كان يرقد في الحجرة المجاورة وأمسك باللِّص و أخذ يضربه ضرباً مبرحاً حتى كاد يقضي عليه
قالت العجوز : يكفي يا عبود حرام عليك سيموت الولد بين يديك !!
فــرد السّارق قائلاً : إضرب ياعبوود إضْرب ، أنا أستحق كل هذا وزيادة .. لأعرف لماذا دخلتُ هذا البيت ، هل لأسرق أم أفسر الأحلام ؟ إضرب .. إضرب !! يا عبوود .. 😀
انتهت القصة ..
روابط قد تهمك:
<
p dir=”rtl”>