نسائم الفجر: من خواطر عبدالرحيم ح.س
قطرات الندى تُهْدِيهَا سَمَاؤُكُم، وسَمَائِي بِالنَّدَى تَشْدُو وتَمْرَحُ.
قلبي يَجُرُّهُ اللَّيْلُ إلى هَرْطَقَاتِ زماننا، وهو مع نسائم الفجر يَتَأرْجَحُ.
يَهْوَى الانْبِعَاث… يتأفف من الموت الخَامِل تحت الفراش!
أستحى أن يزعج شَخِيري شروق الشَّمسِ فَأَسْتَفِيق!
لكن الدّيك ما عاد يصيح ! كنت أرى فيه الرَّشاقة ونُسُك الزَّاهِد المُتَعَبِّدِ التَّقِي.
ما به اليوم تخلف عن الجمع وصار ينام حتى الضحى؟ أَجُنَّ المؤذن أم لحق بالرَّكب اللَّعين؟
معالم المدينة مُسِخَت، و أمْسَت خراباً وسراباً ! وما يراها الناسُ إلاَّ حضارةً و ارْتِقاء!
حروف الشوارعِ و كلمات الزُّقَاءِ تَبَعْثَرَت ، و ضحكات الفِتْيان تَهَجَّنَت، وابتسامة الشيوخ تَجَهَّمت!
كلّ أشجار حارتنا أضحت مُتشابهةً ! ما عدنا نُفَرِّقُ بين ذَكَرِها و أُنْثَاها، فهل يا تُرى ستثمر تلك الأغضان الذابلة؟
أم أنهم انْتَشَوا كَأْسَ مُوضَةَ العُقمِ فَبَلَّلَتْ أرْضَنا ؟
هل سينقطع النَّسل هنا أم ما زال الخَلَف رَغم فقر التُّربَة و نُذْرَة الماء ؟
يارفيق الدَّرب مَهلاً ، لا تسرع الخطى! رياحين بلادي امتزجتْ بحسرات فُؤَادي ، و في ذَيْل التاريخ أَرْخَي المَجْدُ سُدُولَه، يا قَارِئَ التَّاريخ تَأَمَّل صفحاتِنا، لَسْنا كَما تَقْرأ، و لن نبقى كما نحن الآن، سنقف من جديد، و لو على عُكَّازة عوجاء! و سنجمع فرائصنا و نستمر، لن نقف هاهنا، حيث يُسْتَعْصَى عِلاَجُ الذُّل، لن نموت إلا واقفين كالشَّجر .
سَنُداوي جُرْحَنا و نُلَمْلِمَ شَتَاتَ خَيْبَتِـنا ، فإنِّي أرى تَـوَهُّجاً في الأفُقِ القريب.
هناك حيث الرّكب يَسِير، عزائمنا تَبْرُقُ من جديد، أخلاقنا سلاحنا، و مبادئنا زادنا، لن نعدم الوسيلة بعدها ، سنَسِير.
ولن نقف هاهنا ، سنخترق حُجُبَ الزَّمَان و هناك يحلو المَسِير.
على جدار الخلد أمضى أجدادنا وثيقة العِزِّ، ودَاسُوا عُروشَ الذُّلِّ وَ أَوْرَثُونا “كَيْفَ عَلَيْنَا أنْ نَعِيشْ”!
أرى أن هذه المواضيع قد تهمك: |
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.