قصص من طرائف الثرثارين
الشاب الثرثار والعجوز المغفل
قصص من الطرائف للبسط والاستمتاع
يحكى أنّ شاباً عرف عنه الثرثرة والتدخل فيما لا يعنيه، رأى شيخاً كبيراً ذو لحية طويلة غزاها الشيب كان يجلس مرّة بباب حانوت في سوق الحي، فأراد هذا الشاب أن يبدأ معه حديثاً ويدردش معه كنوع من التسلية وخلق جو الاستئناس، فتقدم نحوه وسلّم عليه ثم قال : هل تسمح لي بسؤال ياعم؟ فقال له الشيخ الكبير: تفضّل يا بني، ماذا عندك؟ فقال الشاب: أتضع لحيتك هذه فوق اللحاف عند نومك يا عمّاه أم تحته؟ سكت العجوز برهة ولم يعرف لسؤال هذا الشاب جواباً؛ ذلك لأنّه لم يفكر بهذا الأمر من قبل ، لكّنه وعده أن يلاحظ ما هو فاعل بلحيته أثناء النوم في الليلة القادمة، و بعد ليلة طويلة جاء الصباح ، فانطلق الرجل العجوز يبحث عن الشاب في السوق بكل حزم عله يجده، وفعلاً لقيه في أحد زقاق السوق ، فأوقفه وانهال عليه ضرباً ولكماً وقال له: أربعون عاماً وأنا أحمل لحيتي أينما حللت وارتحلت ولم أشعر بثقلها لا في النوم ولا في اليقظة ، أمّا الليلة فقد جافاني النوم ولم أعرف له طريق، إن رفعتها فوق اللحاف أحسست بأنني مشنوق، وإن وضعتها تحته أحسست بأنني مخنوق، فاذهب لا بارك الله فيك .
قصة الشاب الثرثار والعجوز المغفل
قصص من طرائف الثرثارين
الثرثار ومحب الإختصار 1
يحكى أن شخصين ترافقا في سفر،وكان أحدهما ثرثارا يكثر الكلام ويبالغ في الوصف ويهول الهين من الأمور،،أما الآخر فكان كثير الصمت محبا للإختصار،،يكتفي بما قَل ودَل من الكلام.
ولما إبتعد الرجلان عن الأهل والدياروطال بهما السفر،أصيب الثرثار بوعكة صحية بسيطة،فتمدد على الأرض وقال لرفيقه: آه ياصاحبي،،لقد قرب الأجل وضاع الأمل ولم يبقى لي من هذه الدنيا إلا أياماً معدودات….وإني أخشى أن أفارق الحياة دون أن أرى أهلي وأقاربي وجيراني،،،،فاكتب لهم رسالة تخبرهم فيها بحالي،،لعلهم يسارعون لرؤيتي قبل وفاتي حتى أودعهم الوداع الأخير..
— فقال له محب الإختصار: هون عليك ياصاحبي وإملي علي ماتريد أن أكتب.
— قال الثرثار: قل لهم لقد أصابه صداع في رأسه،، وألم في أضراسه،، وتفكك في مفاصله،،وقد فترت يداه،، ووهنت ركبتاه،،وتورمت قدماه،،وقد أصابه وجع في ظهره،،وخفقان في قلبه،،وضيق في صدره،،وثقل في لسانه.
— وقبل أن يكمل الثرثار كلامه،،قاطعه رفيقه وقد نفذ صبره: اِسمع ياصاحبي أنا شخص لايحب أن يطيل الكلام،،لذلك سوف أكتب لهم : لقـد مـات و السـلام.
الثرثار ومحب الاختصار
قصص من طرائف الثرثارين
الثرثار ومحب الإختصار 2
يحكى أن صديقين حميمين، وكان أحدهما ثرثاراً يكثر التفصيل في الكلام ، وكان الآخر يحب الإختصار ، وذات يوم دعا محب الإختصار صديقه الثرثار إلى مأدبة عشاء ،وأثناء الأكل ،سأل محب الإختصار صديقه الثرثار عن كيفية موت أبيه ، فأخذ الثرثار يقص القصة من أولها إلى آخرها ،منذ أن كان صحيحاً سليماً ثم كيف أصابه المرض ومدة مرضه ومعاناته إلى وفاته. ولما فرغ من الكلام وجد صديقه محب الإختصار قد أتى على الطعام كله ولم يترك منه شيءاً، فأحس الثرثار بغبائه وقلة ذكائه ، فأراد هو الآخر أن يفعل بصديقه محب الإختصار بالمثل ،فدعاه إلى مأدبة غذاء ، وأثناء الأكل، أراد الثرثار أن يظهر ذكاءه لصديقه ، فسأله عن كيفية موت والده : فأجابه محب الإختصار على الفور بهذه الجملة : مرض ومات .
أرى أن هذه المواضيع قد تهمك: |
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.