قصة وافق شن طبقة

قصة وافق شن طبقة

وافَقَ شَنٌّ طَبَقَة، هو مثل يُضْرَب، وله قصة طريفة سارت بها القوافل والرّكبان بين البلدان والأزمان مثل قصة ” عادَ بِخُفَّيْ حُنَيْنْ ” وقصة ” بَيْنَ حانَة وَمانَة ضاعَتْ لِحانا ” .

وإليكم قصة  وافَقَ شَنٌّ طَبَقَة التي  دارت أطوارها بين رجل من دُهاة العرب ورجل هو أب لفتاة آية في الفهم والذكاء.

وافق شن طبقة

قصة وافق شن طبقة

يحكى أن رجلاً من عقلاء العرب يُدعى شن، طالت عزوبته لأنه لم يجد امرأة تضاهيه في الفهم والدهاء، فقرر أن يبحث عنها في أي مكان. فقال : « والله لأطوفن الأرض حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها » ، فخرج يسعى في أرض الله علَّه يجدها . وبينما هو في تجواله خارج قريته، صادف رجلاً يسير في نفس الإتجاه ، فاتّخذه رفيقاً له في الطريق. وبينما هما يسيران إذ بادره  شن بسؤال غريب  : يا أخ العرب، أتَحْمِلُني أم أحْمِلُك ؟ فقال له الرجل : يا أحمق ! ألا ترى أننا راكبان على راحلتينا ، فكيف أحملك أو تحملني ؟ فسكت شن واستمرا في طريقهما .

≡ إقرأ في السياق:

و بينا هما كذلك يسيران في صمت، وقد اقتربا من القرية المقصودة ، إذا بِـزَرْعٍ قد حُصِد ولم يدرس بعد ، فقال شَنٌّ للرجل : أترى هذا الزرع قد أُكِلَ أم مازال لم يُؤْكَل ؟  فقال له الرجل : ما بك يا هذا؟ ألم تر الزرع في سنبله وهو حديث عهد بالحصد وتقول لي أكل أم لم يؤكل ؟ فسكت شَـنٌّ وتابعا المسير ، ولم يرد على كلام الرجل ، حتى إذا دخلا القرية ، مرت من أمامهما جنازة ، فقال شن : أترى صاحب النّعش حيّـاً أم مَيِّتاً ؟ فتعجب الرجل من سؤاله ! وتمتم بينه وبين نفسه واستمرا في طريقهما ..

فلما وصلا إلى القرية ، أبـى الرجل إلاّ أن يستضيف شن ، وهو الذي عُـرِفَ عنه الكرم وحسن الضيافة ، وكان له إبنة يقال لها : طَبَقَة ، فلما دخل عليها أبوها ، حدثها بما دار بينه وبين شن من حديث ، فقالت :
يا أبتِ ما هو بجاهل وما هو بأحمق ، أما قوله : أتحملني أم أحملك ، فإنما قصد بها أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا بأنس، ولا نشعر بطول المسافة. وأما قوله : أترى هذا الزرع أُكِل أم لم يُؤْكَل بعد ؟  فإنما قصد بها هل باعه أهله ؛ فأكلوا ثمنه أم ما زال ؟
وأما قوله في الجنازة « أترى صاحب النّعش حيّـاً أم ميتاً ؟ » فقد قصد : هل ترك المتوفى ولداً يَحْيـا به ذكره أم لا ؟ ، ولما فطن الرجل لمقصد شن ، خرج مُتَحَمِّساً إليه وقعد معه ، وأخبره بما فهم من أسئلته التي طرحها عليه أثناء الطريق ، فقال شن وقد هَلَّ وجهه  : « ما هذا بكلامك يا صاحبي ! فأخبرني من عَـرَّفَك بهذا ؟ » ، قال الرجل : ” إنها إبنتي طبقة ” . فلما سمع شن بها ، ورأى رجاحة عقلها ، أُعْجِبَ بها و خطبها منه ، وفعلاً زوجه الرجل إياها وحملها إلى أهله ، فلما عرفوا مدى رجاحة عقلها ودهائِها قالوا :  « وافق شَنٌّ طَبَقَة ».

إنتهت القصة …

قناتي على اليوتيوب قناتي على اليوتوب

أرى أن هذه المواضيع قد تهمك:
شَـاركِ الْمَوْضُوع: 
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حول الكاتب :   من أقصى شمال المغرب كاتب مقالات إلكترونية حول كيفية بناء موقع ويب ناجح : ووردبريس ، HTML ، CSS .ومواضيع مختلفة وناشط على اليوتيوب في قناة: Jabism Web و رحيل الليل
كتب 464 مقالة في jabism.com.
-:- راسلني   -:- تابعني على تويتر   -:- تابعني على الفايسبوك

96 عدد المشاهدات لهذا المحتوى
Scroll to Top