من روائع قصص التاريخ الاسلامي: قصة صلاح الدين الأيوبي
صورة لصلاح الدين الأيوبي من ويكيبيديا
نسب صلاح الدين الأيوبي
تحكي كتب التاريخ أن أمير تكريت بالعراق نجم الدين أيوب عاش عازباً لفترة زمنية طويلة، فجاءه أخوه أسد الدين شيراكوه ذات يوم يسأله : لما لا تتزوج يا أخي ؟ وكان من عادتهم الزواج في سن مبكرة، فاجابه نجم الدين :
لا اجد من تصلح زوجة لي، فرد عليه أسد الدين :
ألا اخطب لك ؟ فسأله :
من ؟ قال :
إبنة ملك شاه بنت السلطان محمد بن ملك شاه السلطان السلجوقي او ابنة وزير الملك، فقال له نجم الدين :
إنهما لا يصلحان لي، فتعجب منه أسد الدين وسأله :
ومن يصلح لك اذاً ؟ قال نجم الدين :
إنما أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي الى الجنة وتحسن تربية ولدي حتي يشب ويكون فارساً ويعيد للمسلمين بيت المقدس .. هذا كان حلم نجم الدين.
لكل امرءٍ ما نوى
لم يعجب أسد الدين هذا الكلام وقال له في استخفاف : ومن أين لك بهذه يا اخي ؟ فرد عليه نجم الدين : من أخلص لله النية رزقه الله سبحانه وتعالي ، وذات يوم كان نجم الدين يجلس مع أحد الشيوخ في مسجد بتكريت ويتحدث معه، فجاءت فتاة تنادي الشيخ من وراء ستار فاستأذن الشيخ من نجم الدين ليجيب الفتاة، فسمع نجم الدين الشيخ وهو يقول لها لماذا رددت الفتى الذي أرسلته إلى بيتكم ليخطبك ؟ فاجابته الفتاة : ونعم الفتي هو من الجمال والمكانة إلا انه لا يصلح لي، فسألها الشيخ في تعجب : وماذا تريدين ؟ من يصلح لكِ إذن ؟ قالت الفتاة : سيدي الشيخ ، أريد فتىً يأخذ بيدي إلي الجنه وأنجب منه ولداً يصبح فارساً يعيد للمسلمين بيت المقدس.
الله أكبر! ها هو نجم الدين يسمع نفس العبارات التي تفوه بها لأخيه، وهذا هو بالضبط ما كان يحلم به طول حياته، إنها رسائل القلوب تتجول في فلك النوايا. إنها همم الرجال التي جعلت نجم الدين يرفض بنت السلطان وبنت الوزير رغم ما لهن من مكانة و جاه وجمال ، وكذلك هذه الفتاة التي أمامنا تترجم بحوارها مع الشيخ عزائم النساء الصالحات القائدات، فهي ترفض الزواج من الفتي الذي يتمتع بالمكانة والمال والجمال، لأن هدفها أسمى وحلمها أبعد من أن يفهمه حتى الشيخ نفسه .. كلاهما يريد من يأخذ بيديه إلي الجنة وينجبان فارساً يعيد للأمة مجدها ومهابتها و يسترد بيت المقدس من حكم الصليبين.
قام نجم الدين مسرعاً ونادي على الشيخ قائلاً :
أنا اريد الزواج من هذه الفتاة، فقال له الشيخ :
ولكنها من فقراء الحي ، قال نجم الدين :
هذه من أريدها، وبالفعل تم زواج نجم الدين أيوب من هذه الفتاة ، ورزقهما الله سبحانه وتعالي على نيتهما، فأنجبا ولداً أصبح فارساً أعاد للمسلمين عزهم ومجدهم و بيت المقدس ألا وهو صلاح الدين الأيوبي .. هذا هو تراثنا وقصص أجدادنا ومجدنا الذي لا يمكن أن يمحى من التاريخ وهذا ما يجب ان يُدرس لأبنائنا، ليعتزوا بتاريخهم المجيد .
أرى أن هذه المواضيع قد تهمك: |
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.