قصة الطبع يغلب التطبع

قصة قصة الطبع يغلب التطبع

الطبع يغلب التطبع
الطبع يغلب التطبع

·يحكى أن أﻋﺮﺍﺑياً خرج في سفر يبتغي الرِّزق في أرض الله. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ هو ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ الفلاة، إذ ﺿﻞّ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ … ‏ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺰﺍﺩ …
‏فأخذ ينظر هنا وهناك ، بحثاًَ عمن يمده بكسرة خبز يسد بها رمقة .. حتى لمح بيتاً من بعيد، فقصده يبغي كرم أهله . وعندما اقترب من البيت ، فإذا بأعرابية تقوم بأعمال البيت في حوش الدار ، فناداها : يا أهل الدار هذا عابر سبيل .. نظرت إليه الأعرابية وقالت له :ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ؟؟

ﻓﺄخبرها أنه عابر سبيل نفد منه الشراب والطعام وضل الطريق وأعيته مشقة السفر.
‏ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : أﻫﻼً ﻭﻣﺮﺣﺒﺎً بك ضيفاً . انزﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﺐ ‏ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ .. سأحضر لك الطعام والشراب.
ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻪ المرأة ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ فأكل حتى شبع ﻭﺷﺮﺏ حتى ارتوى . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ هو يهم بالرحيل ويشكر صاحبة الدار على حسن الضيافة إﺫﺍ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ يصل البيت ويرى هذا الأعرابي . ‏ﻓﺴﺄﻝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ !!!

قصة قصة الطبع يغلب التطبع

فأجابته بأنه ضيف جاءت به الحاجة ومشقة السفر إلينا.
‏ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ أهلا ﻭﻻ سهلاًً ﺑﺎﻟﻀﻴﻒ . ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭﺍﻟﻀﻴﻒ . ألم يجد من يستضيفه إلا بيتي؟
‏ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍلأﻋﺮﺍﺑﻲ ﻛﻼﻡ الجفاء من ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ، أسرع في لمِّ ﻣﺘﺎﻋﻪ . ﻭغادر البيت مهرولاً غير ناظر خلفه.
‏ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ سفره يقطع الأرياف والفيافي حتى اشتد به الجوع مرة أخرى فقصد بيتاً وجده في طريقه عله يجد منهم ما يسد به رمقه ويروي عطشه.
‏ﻓﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ..

‏ﻭإذﺍ بامراة أعرابية تجيبه بصوت خشن : ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ؟؟
‏ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ :  ﺿﻴﻒ أعياه طول السفر يطمع في كرمكم .
‏ﻓﻘﺎﻟﺖ له: ﻻ أﻫﻼً ﻭﻻ ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺎﻟﻀﻴﻒ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭالضيف؟  إنصرف فليس لدينا ما نكرمك به.
‏ﻭقبل أن تكمل خطابها المجحف ، إذﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﺭﺟﻞ ‏ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ اﻟبيت ينادي ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺋﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ ؟
‏ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ : إنه ﺿﻴﻒ !
‏ﻓﻔﺘﺢ الرجل صاحب البيت اﻟﺒﺎﺏ ﻭأدﺧل الضيف ﻗﺎﺋﻼً :

ياأﻫﻼً ﻭﺳﻬﻼً بالضيف .. تفضل !
فأكرمه وأحسن في ذلك ، فلما أكل الأعرابي حتى شبع وشرب حتى ارتوى
دعاه صاحب البيت إلى أخذ قسط من الراحة قبل الرحيل.
فجلس ﺍلأعرﺍﺑﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻣﺮ ﺑﻪ في الدار السابقة
‏فابتسم وتمتم بينه وبين نفسه ” سبحان الله “. فسأله ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟبيت:
ما الذي جعلك ﺗﺘﺒﺴﻢ يارجل؟!
‏ﻓﻘﺺ عليه ﺍلأﻋﺮﺍﺑﻲ ﻗﺼﺘﻪ وجعل يتعجب مما ﺻﺎﺭ ‏ﻣﻌﻪ خلال الرحلة . وما تعرض له ﻓﻲ ﺍﻟضيافة السابقة ﻭﻛﻴﻒ أﻥ اﻟﻤﺮأة في تلك الدار أﺣﺴﻨﺖ
‏ضيافته ومعاملته ، بينما ﺯﻭﺟﻬﺎ كره ضيافته. وعندما حل بهذا البيت كان الحال عكس ما سبق. فقد رحب به الزوج بينما كرهت الزوجة ضيافته.
‏فأﺟﺎﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟبيت :

لو تعلم السِّر في ذلك ما تعجبت ولا أطلت التفكير . فتلك ﺍﻟﻤﺮأة التي أكرمتك ‏ﻫﻲ أﺧﺘﻲ . أما ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻬﻮ أﺧﻮ ﺯﻭﺟﺘﻲ
‏فكل منهما غلب عليه طبعه. لأن الطبع يغلب التطبع.
نعم هكذا هم بعض الناس مهما حاولوا أن يخدعوك ببعض صفاة الطُّهر فيهم . فإن المواقف تكشف عن معدنهم الأصيل الذي لا يتغير إلا إذا قرر الانسان فعلاً تحسين أفعاله وتغيير أخلاقه وطباعه للأفضل.
دمتم كرماء ..

قصة قصة الطبع يغلب التطبع

قناتي رحيل الليل للقصص والحكايات على اليوتوب

روابط قد تروقك: 

شارك الموضوع
إذا أعجبك المقال ،لا تَقْرَأْ وتَرْحَل، وتُحَمِّل وتَرْحَلْ … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حول الكاتب :   من أقصى شمال المغرب كاتب مقالات إلكترونية حول كيفية بناء موقع ويب ناجح : ووردبريس ، HTML ، CSS .ومواضيع مختلفة وناشط على اليوتيوب في قناة: Jabism Web و رحيل الليل
كتب 468 مقالة في jabism.com.
-:- راسلني   -:- تابعني على تويتر   -:- تابعني على الفايسبوك

18 عدد المشاهدات لهذا المحتوى
Scroll to Top