قصة أكبر خائن في التاريخ الإسلامي « ابن العلقمي »
إسقاط الدولة العباسية
ما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أشبه غ_زة هاشم ببغداد ، تختلف الأماكن والعصور وتبقى الخيانة سلعة الأنذال الرائجة ، يتعامل بها خونة الأوطان طمعاً في مكروميات الأعداء ..
هولاكو.. وحش الشرق الذي كان يزرع الرعب و العذاب أين ما وطئت قدماه ، دمرعاصمة الخلافة العباسية. قتل الخليفة، فتك بالامراء ، رمى كتب العلوم في نهري دجلة والفراث أحرق الأخضر واليابس ثم أتبعهم بالخونة الذين مهدوا له الطريق لإسقاط دولة الخلافة العباسية.
أشهر الخونة في التاريخ الإسلامي
قصتنا اليوم عن أكبر الخونة الذين عرفهم التاريخ العربي والاسلامي ، إنه الخائن ابن العلقمي الذي كان يشغل وزيراً للخليفة العباسي المستعصم بالله .آخر خلفاء بني العباس في بغداد.
كان ابن العلقمي رجلًا مثقفاً وذكياً، وكان يحمل عداءً داخلياً للخلافة العباسية لأسباب دينية وسياسية. فهو كان ينتمي للطائفة الشيعية في وقت كان فيه الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في ذروته.
قصة أكبر خائن في التاريخ الإسلامي
ولأن الخيانة والخساسة والغدر واللؤم صفات متأصلات فيه، فإنه تزلف إلى الحاكم الماغولي هولاكو خان حفيد مؤسس الامبراطورية الماغولية جنكيزخان الذي كانت له اطماع توسعية في المنطقة . ورتب معه بمساعدة العالم والسياسي الشيعي نصير الدين الطوسي لقتل الخليفة العباسي واحتلال بغداد.على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة بعد سقوطها. فقد كان ابن العلقمي يرسل رسائل سرية إلى هولاكو خان يحرضه على غزو بغداد، ووعده بالتعاون معه من الداخل.
وقد عمل على إضعاف الجيش العباسي، قبل وصول المغول، حيث أقنع الخليفة المستعصم بتقليص عدد الجنود في الجيش العباسي بحجة تقليل النفقات. نتيجة لذلك، تقلص الجيش من حوالي 100 ألف جندي إلى بضعة آلاف، مما جعل بغداد ضعيفة وعاجزة عن الدفاع عن نفسها. كما عمل ابن العلقمي على خداع الخليفة المستعصم، فأقنعه بأن المغول لا ينوون غزو بغداد وأنهم يسعون فقط إلى التفاوض، مما أدى إلى تقاعس الخليفة عن تجهيز دفاعات المدينة.
أكبر مجزة في التاريخ الاسلامي ارتكبها هولاكو بمساعدة ابن العلقمي
فتم تقديم (بغداد) للماغول علي طبق من ذهب . دخل المغول المدينة وارتكبوا واحدة من أكبر المجازر في التاريخ الإسلامي، حيث قتلوا مئات الآلاف من سكانها، ودمروا المكتبات والمساجد، بما في ذلك مكتبة بيت الحكمة الشهيرة. وكان ابن العلقمي يظن أو يحلم أن “هولاكو” سيجازيه ويُعلي شأنه في بلاد المسلمين وأنَّ التَّتارَ سيكرمونه ويكون له حظوة عندهم. ويحكمونه في بعض الأقطار. لكن الله أخزاه وأذله نظير خساسته وخيانته لوطنه ..!! فقد قام هولاكو بإهانته شر إهانة بعد تدمير بغداد .
لقد أعمى الله بصيرة الخائن بن العلقمي، فلم يكن يدري أن التتار لا يقيمون له وزناً ولا اعتباراً ،بل كانوا يحتقرونه شأنه شأن كل الخونة الذين استخدمهم جيش الماغول في توسيع رقعة امبراطوريته ، لقد تفنن “هولاكو” في إهانته واحتقاره وايذائه أمام عامة الناس. ، فأنَزَله من رتبةِ الوزارة عند الخليفة المغدور إلى رتبةِ الخَدَمِ عند جيش الماغول،. نعم هكذا كان ، فبعد قتل خليفة المسلمين خنقاً داخل كيس لأنهم كانوا يعتقدون أن “إراقة دم الخليفة” مباشرة سيجلب لهم سوء الحظ .
جزاء الخائن ابن العلقمي من جنس العمل
ذهب ابن العلقمي إلى هولاكو يطلب تنفيذ وعوده. وتمكينه من الحكم في بعض أقطار البلاد . فما كان من هولاكو خان إلا أن أمر بعض جنده بأن يُـرْكبوه على حمار أهزل ويطوفوا به بغداد إهانة له كخائن لوطنه . وخلال هذا الطواف المخزي والمهين شاهدته امرأة ذات نخوة وشهامة عربية وهو يُقتاد كالخدم ، بعد أن كان قبل ذلك وزيراً يسيرُ في موكبٍ مهيب،
فنادته،قائلة : أهكذا كان يعاملك بنو العباس يا بن العلقمي ؟!! فسَمِعَ بأذنيه، ورأى بعينيه من الإهانةِ والاحتقار ما لا يُحَدُّ ولا يوصف سواء مِن التتارِ أو من المسلمينَ.
نهاية خائن
قصة أكبر خائن في التاريخ الإسلامي
فكانت هذه الكَلِمات سَبباً في زيادة همه وغمه وحزنه وندمه . فوقعت في قلبه كالسيف البتار فانقطع في دارِه يكابد الهم والحزن والفقر والذل، فلم يلبث بعدها إلا وقتاً يسيرًا حتى هلك . لقد عامله اللهُ بما يستحِقُّ- و تم دفنه في قبور الروافض.
لقد أصبحت قصة ابن العلقمي رمزاً للخيانة في التراث الإسلامي، وغالبًا ما يُشار إليه كالمثال الكلاسيكي للشخص الذي يضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة الأمة.
العبرة للخونة
فالخائن يظن على الدوام يظن أنه يفعل الصواب ، وينتظر المكافأة ممن يتجسس لهم ، ولا يدرى أنهم يستخدمونه باحتقار ، فهو في نظرهم خائن لوطنه لا دين ولا عهد له، يعمل لمن يدفع اكثر ، فلا يكسب ثقة أحد . ويوما ما يصبح ورقة محروقة تدسه أقدام الغزاة . وتلعنه قوافل الأحرار على صفحات التاريخ. وما غزة عن بغداد ببعيد .
فها هو إسم ابن العلقمي أصبح اليوم يطلق على كل خائن لدينه ووطنه .
روابط قد تهمك: