قصة الإخوة الذين احتاروا في فهم مغزى الوصية
من غرائب القصص: عبدالله يرث وعبدالله لا يرث
من أغرب القصص التي يمكن أن تقرأها اليوم، تدور فصولها حول وصية ملغومة كتبها أبٌ لثلاثة إخوة قُبَيْل وفاته .جاء فيها : « عبدالله يرث وعبد الله لا يرث وعبدالله يرث. »
من غرائب القصص: عبدالله يرث وعبدالله لا يرث
يُحكى أن قبيلة اشتهر رجالها بشدة الذكاء وقراءة النوايا، وكان فيهم رجل حكيم يشع من وجهه نور الحكمة والمعرفة ، حيث رزقه الله بثلاثة أبناء من الذكور . ومن الصدف النادرة أسماهم كلهم بنفس الاسم (عبدالله) ولا يعلم سِرَّ هذه التسمية إلا الله سبحانه وتعالى وكأن الأسامي اختفت من مخ الأب ولم يبقى في ذهنه إلا إسم ” عبدالله ” ، ومرت السنون والأعوام وكبر العبادلة الثلاثة على هذا الحال . ولما تقدم السن بالأب ودنا أجله اشتد به المرض فمات بعد أن ترك وصية كتب فيها : عبد الله يرث وعبدالله لا يرث وعبدالله يرث .
فلما تمت مراسم الدفن والعزاء، عاد الإخوة الثلاثة ، فقرأوا تلك الوصية التي لا تفصيل فيها. فاحتاروا في أمرهم ، لأنهم لم يدركوا مغزى والدهم في تلك الوصية القصيرة ، واختلفوا في ” من هو عبدالله الذي لا يرث ؟ ” ، وبعد المشورة والسؤال قرروا أن يذهبوا إلى أحد القضاة الذي اشتهر بالحكمة والذكاء لعله يوضح لهم الغموض و يرشدهم إلى الصواب ، وكان هذا القاضي يعيش بقرية بعيدة ، فشدوا رحالهم إليه .
من غرائب القصص: عبدالله يرث وعبدالله لا يرث
صاحب الجمل الذي شرد
وبينما هم في طريقهم سائرون ، إذ التقوا برجل يبحث عن بعيره الذي شرد . فسألهم بلهجة البدو : هل رأيتم جملاً ؟ قال عبدالله الأول هل هو أعور ؟ فقال الرجل نعم ، قال عبدالله الثاني : هل ذيله أزعر ؟ ( مقطوع الذيل ) فقال الرجل بلهفة : نعم ، قال عبدالله الثالث : هل هو أعرج ؟ فقال الرجل وهو فرح : نعم نعم، ظناً منه أنهم رأوه في طريقهم لأنهم وصفوه وصفاً دقيقاً .
ولكنه حين سألهم عن مكان تواجده، قالوا لم نره ، فاتهمهم الرجل بسرقة بعيره ، وإلا كيف عرفوه واستطاعوا وصفه بتلك الطريقة الصحيحة ! ، فأقسم الثلاثة أنهم لم يروه ولم يسرقوه. ولكنه أصر على أن يشتكيهم للقاضي ، فقالوا له نحن ذاهبون إليه وتلك طريقنا فتعال معنا .
وذهب الأربعة معاً للقاضي ، ولما دخلوا عليه وقص صاحب الجمل قصته للقاضي ، سألهم : كيف علمتم أن الجمل أعور : فقال عبدالله الأول لأن ذلك الجمل كان يأكل من جانب واحد ، والجمل الأعور يأكل دائماً من جانب العين التي يرى بها .
قال القاضي : وكيف علمتم أن ذيله أزعر ؟ فقال عبدالله الثاني لقد رأيت فضلات الجمل كتل مكومة ، فعلمت أن لا ذيل له لأن الذيل ينثر الفضلات يميناً وشمالاً أثناء حركته ، فأومأ القاضي برأسه وقال لهم وماذا عن قولكم بأنه أعرج ؟ وقال عبدالله الثالث : عرفت ذلك من أثار حافر الجمل على الأرض فقد كانت واحدة بارزة عن الأخرى وهذا يعني ان الجمل يتكئ في مشيته إلى جهة أكثر من اخرى.
وبعد أن انتهى الإخوة الثلاثة من تقديم دلائلهم التوضيحية ، اقتنع القاضي بما قالوا وقال لصاحب الجمل : انصرف فإن القوم بريئون من سرقة جملك .
قال القاضي: وأنتم ما قصتكم ؟ فقصوا عليه مشكلتهم مع الوصية. فقال لهم القاضي استريحوا الآن فأنتم قادمون من سفر طويل ، وأمر لهم بغرفة يجلسون فيها وطعام يتناولونه ، وأمر أحد الخدم بمراقبتهم أثناء ذلك ، فقال أحدهم انتبهوا: فهناك من يراقبنا .
وحينما أدخل الخادم الغذاء لهم و انصرف ، قال عبدالله الأول إن اللحم الذي نتناوله لحم كلب وليس لحم شاة ، فقال عبدالله الثاني إن المرأة التي أعدت الطعام حامل في شهرها التاسع ، وقال عبدالله الثالث إن القاضي ابن الزنا .
وكان الخادم حينها يتلصص عليهم ويسترق السمع ، فنقل ما سمع إلى القاضي ، حيث قال له أن أحدهم يقول أن اللحم الذي قدم إليهم لحم كلب ، فاستدعى القاضي الخادم على الفور وبعد ضغط شديد عليه أقر بأنه ذبح كلباً حينما أمر القاضي بالغداء ولم يكن قطيع الغنم قد وصل بعد .
أما عبدالله الذي قال إن من أعدت الطعام امرأة حامل في شهرها التاسع ، فقد تأكد القاضي من صدق ما قال حينما استدعى القاضي المرأة وسألها ، وأما عبدالله الثالث الذي قال عنه أنه ابن زنا ، فقد تمنى لو أنه كاذب ودخل على أمه ليتيقن منها ، فنفت الأمر ولكنه شعر أنها تخفي شيئاً ، فأصر عليها ولم يبرح غرفتها حتى اعترفت أنه ابن رجل آخر .
حل اللغز
فبُهِت القاضي وانصرف على الفور ليبت في أمرهم ؛ وهو مندهش كيف علموا عنه ما لم يعلمه عن نفسه ! ، و حينها جمع القاضي الإخوة الثلاثة لينظر في قضيتهم ، وسألهم عن تلك الأشياء التي قالوها وقت الغذاء ؟ فقال لهم : كيف عرفتم أن اللحم الذي قدم لكم كان لحم كلب وليس شاة ؟
قال عبدالله الأول: إن لحم الشاة يكون فيه الشحم كاسي اللحم والعظم ، أما في لحم الكلاب فاللحم يكسو الشحم ، لهذا عرفت أنه لحم كلب.
من غرائب القصص: عبدالله يرث وعبدالله لا يرث
قال القاضي: كيف عرفتم أن من أعدت لكم الطّعام امرأة حامل في شهرها التاسع ؟ فقال عبد الله الثاني لأن الخبز الذي قدم مع وجبة الغذاء كان سميكاً من جهة وغليظاً من الجهة الأخرى ، وهذا لا يحدث إلا إذا كان هناك شيء يعيق وصول المرأة للخبز وهي البطن الكبيرة ، لذا عرفت أن من خبزته حامل ، وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثالث وكان القاضي ينتظر تلك اللحظة الحاسمة: كيف عرفت أني ابن زنا ؟ فقال عبدالله لأنك أرسلت من يتجسس علينا وينقل لك أخبارنا وهذا ليس من طباع أهل الأصول. بل يفعله في العادة أبناء الزنا وهي خصلة يتصفون بها على الأرجح ، فقال القاضي حينها أنت لن ترث وإخوتك يرثون ، فرد عليه بدهشة: ولما أنا ؟ فقال القاضي : لا يعرف الزنا إلا ابن الزنا وأنت ابن زنا ، وبالفعل لما عاد الإخوة إلى أمهم علموا منها أن أحدهم وجده أبوهم متروكاً في الطريق فتبناه وجعل إسمه مثل أبنائه ( عبد الله ) .
انتهت القصة.
من غرائب القصص: عبدالله يرث وعبدالله لا يرث
ملاحظة: رأيٌ شخصي قابل للنقاش↓
ما يمكن أن أشير إليه في هذه القصة، أنني نزلتها للبسط والاستئناس فقط! وأعتقد أنها لا تمت للواقع بصلة ، ولا يمكن أن نأخذ بعض محطاتها كمسألة شرعية يعتد بها. إذ لا يعقل أن يكون الأب كما وصفه الراوي « رجل حكيم يشع من وجهه نور الحكمة والمعرفة » ثم يتبنى طفلاً ويهبه إسماً ولا يفرق بينه وبين أبنائه ولم يخبره عند كبره ، مع العلم أن البيت به امرأة وهي زوجته . ثم كيف يقضي بين الناس من هو إبن الزنا .. حتى لو افترضنا أن القاضي ليس ابن الزنا كيف يشغل عنده من يذبح الكلاب للضيوف. وهل من صفاة القضاة في الاسلام ان يجعلوا لضيوفهم جواسيس ينقلون أخبارهم له؟ ما هذا الذكاء الخارق الذي يتميز به الاخوة الثلاثة ؟ وبما أنهم فاقوا القاضي بذكائهم، فلما قصدوه أصلاً ؟ .. هذا رأيي ولكم آراء تحترم ..
قناتي على اليوتوبروابط قد تهمك: