حوار شيّق عن الفايس بوك
الفايس بوك بين عاشق ومستاء
سألت أحد الأصدقاء عن مدى استفادته من الفايسبوك بعدما تحرر من قيوده وإدمانه له؟
كان جوابه كالتالي:
∴ لقد كنت جد شَغوفٍ باكتشاف هذا العالم الرهيب، وأصبحت فيما بعد أحد سُجَنائِه وعُشّاقِه المُخلصين، لكنني مع مرور الوقت ، وجدت نفسي أرقص كالسَّكران في دوامة لا تنتهي، داخل عالم كله زيف و خداع، و المعلومة فيه مشبوهة أو مشكوك في صحتها، وأحياناً تُـرًوّج أخبار مغلوطة و تفاهات تعزف على أوثار نزوات الشباب المغمور، و ليس لك الحق في أن تُـكذِّبها أو تنتقدها لأنك سَـتُـقابل بِـوابِلٍ من السّب و الشتم أو الإهمال مع كلمات ازدراء و تحقير.
هو عالم مبهر حقاً وملغوم بشكل مخيف أيضاً . من يدخله، يجب أن تكون له خطة عمل مركزة وفراسة يستطيع من خلالها جني ثمار طيبة وفوائد جمة . وإلا فسيتيه في غير اتجاه ولن يجني إلا الغُبن والاضطراب النفسي ونصيب من القلق .
» سألته، كيف تنظر لمستقبل هاته الشبكة التواصلية التي غزت العالم وسكنت عقول الناس؟
أجابني بأنه لا يمكن التكهن بمستقبل هذا الوحش الأزرق، ولكن كل الإرهاصات تنبئ بأنه سيختفي فجأة كما ظهر أو مرة ، و أن عقلاء العالم المتمدن لا يُعيرونه اهتماماً كما هو الشأن بالنسبة لنا نحن العرب!
سألته، لكننا نعيش اليوم حيث يسيطر الفايس بوك على عقول كل فئات الناس بكل أعمارهم، وهو يتطور باستمرار ، و Meta زادت شغف الناس وتعلقهم بهذه الشبكة. ألا يبدو هذا مخالفاً لما تقول؟
ظهور التيك توك غيَّر القواعد
قال وهو يبتسم: الناس فيما يعشقون مذاهب، والتكنولوجيا تتطور بسرعة قياسية.. ففي هذه اللحظة التي نتكلم فيها ، يوجد ملايين المبرمجين عبر العالم يفكرون في خلق شبكات أكثر تطوراً وأكثر توافقاً مع ما ينشده المستخدمون عبر العالم. وبما أن الرغبة في الوصول إلى الثروة هو المحرك لكل لهذا التطور ، فإن هناك من يبحث دائماً في ميولات الناس ومتطلباتهم . وحين يصبح الوقت مناسباً سترى عوالم أخرى تبزغ فجأة . وقد تختفي بظهورها عوالم كنا نظن أنها لن تفنى . ولك أن تتأمل تطبيق التيك توك ” TikTok ” الذي لجأ إليه معظم الناس وخاصة الشباب الذين وجدوا فيه حريتهم المطلقة، فأصبحوا يحجون إليه باعتباره مطعم للوجبات الخفيفة أو إن شئت مرقص به صخب وضوضاء والكل ثمل سكران ، الكل يتمايل و يرقص، رائحة الزيف والخداع التي تنبعث منه تخنق الأنفاس . في هذا العالم الجديد انسلخ معظم الشباب من المروءة والحياء ، وعزة نفس . فاحتار الشيخ قبل الصغير والراشد قبل المراهق أمام هذا الكم الهائل من الفيديوهات القصيرة التي تنزل كالسيل العرم في كل لحظة وحين . والكل يضحك ويقهقه ( كَعْ كَعِكَعْ ) في أيّ وقت ومكان. وحده أو في مجمع الناس. هاتفه أصبح جزء منه .
رأيكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ؟
أرى أن هذه المواضيع قد تهمك: |
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.