الجزار والخروف المتمرد

الجزار والخروف المتمرد

حين تطلب حقك سيتصدى لك أقرب المقربين إليك.

الجزار والخروف المتمرد

الجزار والخروف المتمرد

بعد أن انتهى الجزار من سَنِّ سكينه و تجهيز كلاليبه ، دخل الى وسط الزريبة فأدركت الخرفان بحسها الفطري أن الموت قادم لا محالة و وقع الاختيار على أحد الخراف، وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة ولكن ذلك الكبش كان فتياً وذا بنيةٍ قوية فتجاهل الوصية رقم واحد من دستور القطيع وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور والتي تقول:

« حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويُعرِّض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر »
قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي؛ فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف؛ فلا أعتقد أنها ستضرني، و انتفض ذلك الكبش وفاجأ الجزار واستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع ،فنجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره و لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً فالزريبة مكتظة بالخراف فأمسك الجزار بخروف آخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة وكان الخروف الأخير مسالماً مستسلماً ولم يُـبْدِ أيةَ مقاومة إلا صوتاً خافتاً يودع فيه بقية القطيع .
وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر، بينما كان الكبش الشاب يفكر في طريقة للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه و كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره و لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً؛ فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب و نجح الكبش بكسر الحاجز و نادى الرفاق ليهربوا ولكنهم كانوا جميعاً يشتمونه ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث.

اجتماع عاجل للقطيع

و اجتمعوا و تحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار..

وجاء القرار النهائي بالإجماع مُخيِّباً وليس مُفاجئاً للكبش الشّجاع ، و في صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله؛ فكانت المفاجأة أن سياج الزريبة مكسور ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحدـ ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً.. وكان جسده مثخناً بالجراح وكأنه تعرض للنطح!!
نظرت الخراف بالاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف (المتمرد) الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر و كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف.. حتى إنه صار يحدث القطيع بكلمات الإعجاب والثناء:
أيها القطيع.. كم أفتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة أتعامل معكم ..أيتها الخراف الجميلة.. لدي خبر سعيد سيسركم جميعاً.. وذلك تقديراً مني لتعاونكم المنقطع النظير.. أنا وبداية من هذا الصباح لن أُقْدِم على سحب أي واحد منكم إلى المسلخة بالقوة كما كنت أفعل من قبل.. فقد اكتشفتُ أنني كنت قاسياً عليكم، وأن ذلك يجرح كرامتكم.. كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الأعزاء أن تنظروا إلى تلك السكين المعلقة على باب المسلخة.. فإذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخة.. فليأت واحد بعد الآخر.. وتجنبوا التزاحم.

وفي الختام لا أنسى أن أشيد بدستوركم العظيم :
لا .. للمقاومة !

الجزار والخروف المتمرد

فاصل

قناة رحيل الليل للقصص والحكايات قناة رحيل الليل

روابط قد تهمك: 

شارك الموضوع
إذا أعجبك المقال ،لا تَقْرَأْ وتَرْحَل، وتُحَمِّل وتَرْحَلْ … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حول الكاتب :   من أقصى شمال المغرب كاتب مقالات إلكترونية حول كيفية بناء موقع ويب ناجح : ووردبريس ، HTML ، CSS .ومواضيع مختلفة وناشط على اليوتيوب في قناة: Jabism Web و رحيل الليل
كتب 467 مقالة في jabism.com.
-:- راسلني   -:- تابعني على تويتر   -:- تابعني على الفايسبوك

98 عدد المشاهدات لهذا المحتوى
Scroll to Top