أهل القرية تحت رحمة النصب والاحتيال
قصة التاجر الذي اشترى كل حمير القرية
يحكى أن رجلاً ثرياً، ذهب إلى قرية نائية يحمل في جعبته خطة جهنمية محسوبة بدقة متناهية، فعرض على سكانها شراء كل ما يملكون من الحمير. بثمن عشرة دولارات لكل حمار، فباع أغلب سكان القرية حميرهم، فاضطر الرجل الغني إلى رفع سعر الحمار إلى 15 دولاراً علَّه يغري أصحاب الحمير الذين امتنعوا عن البيع ، وفعلاً ، باع قسم أخر من الناس حميرهم، وبما أن الخطة قد نجحت بنسبة 90% . فقد رفع الرجل سعر الحمار إلى 30 دولاراً . حينها باع كل ما تبقى من سكان القرية حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية. ولم يبقى حماراً ببيت ولا مزرعة . عندها انتقل الرجل الثري إلى مرحلة الهدف، وعرض عليهم شراء الحمار بخمسين دولاراً . لكن أنى يجد أهل القرية ما يبيعونه ( وفاقد الشيء لا يعطيه ) . قدم الرجل الثري عرضه ثم ذهب إلى حال سبيله ليقضي إجازة نهاية الأسبوع. حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عليها في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا لها أثراً .
وبينما الناس يبحثون ويتنافسون في العثور على حمير يشترونها ، ظهر مساعد الرجل الغني في القرية بشكل مفاجئ . وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم السابقة بأربعين دولاراً للحمار الواحد وهم لا يعلمون أنّ حميرهم التي باعوها بالأمس القريب هي التي أعيدت لهم في قالب « بضاعتهم ردت إليهم » . فقرروا جميعاً الشراء حتى يُعيدوا بيعها للرجل الذي عرض خمسين دولاراً للحمار، فتنافسوا على ذلك ، لدرجة أنهم دفعوا كل مُدَّخراتهم ، بل لجأ جميعهم إلى بنك القرية للاستدانة. ومع كثرة الطلب للقرض، أخرج البنك كل ما لديه من سيولة احتياطية،
فعلوا كل هذا على أمل أن يحققوا مكسباً سريعاً. ولكن للأسف بعد أن اشتروا كل دابة من حميرهم السابقة ، والذي كلفهم 40 دولاراً للحمار اختفى البائع ولم يروا المشتري الذي عرض عليهم خمسين دولاراً للحمار . وفي الأسبوع التالي أصبح أهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس وأصبح لديهم حمير لا تساوي حتى خُمُس قيمة الديون، فحتى لو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها بلا قيمة لديه. وإن تركها لهم أفلس تماماً ولن يسدد أحد ما في رقبته من دين. فتغير الحال وأصبح أهل القرية غارقون في ديون لا قبل لهم بها . مع توفر كثرة الحمير بلا قيمة . فضاعت القرية وأفلس البنك و ساء الحال رغم وجود كثرة الحمير”.
و في الجهة الأخرى ، ازداد التاجر ثراءً على ثراء نتيجة تلاعبه بسوق القرية وأهلها, فأفلس اقتصادَ القرية وأفقر أهلها , والغريب في الأمر، هو أن الحمير عادت إلى القرية تلعب وتسرح من دون أن تشعر أنها كانت أداة لتنفيذ خطة الاحتيال على أهلها وإشاعة الافلاس في الناس وبنك القرية, بالنسبة للحمير لم يكن النصب والاحتيال، إلاّ نزهة لأيام انتقلت فيها من القرية الى مكان آخر ثم عادت إلى بيئتها التي تأزمت أوضاعها أكثر . واشتد فقرها الذي سيعرقل أي تنمية لعشرات السنين قبل أن يزورهم تاجر أخر.
هذه القصة ستكون مفهومة بشكل جيّد لدى السياسيين والاقتصاديين وحتى الاجتماعيين.
وكل جيل وتجار الأزمات ينعمون في مصائب الناس.. و مصائب قوم عند قوم فوائد .. وفوائد قوم عند قوم مصائب .
إنتهت القصة ..
في حقيقة الأمر ، القصة لم تنتهي بعد، فمازال سوق الحمير مفتو ح ، والتاجر لم يبرح المكان ، وما زالت الهيمنة و النصب والاحتيال ينطلي على الكثير من قرانا إن لم نقل كلها . في أمان الله.
روابط قد تهمك: