الأصمعي في قصة الديك والغراب
حكى الريّاش فقال : كُنّا عند الأصمعي فوقف عليه أعرابي فقال : أأنت الأصمعي ؟
قال : نعم
فقال الأعرابي : أنت أعلم أهل الحضر بكلام العرب ؟
ردَّ الأصمعي : كذلك يزعمون
فقال الأعرابي : مامعنى قول الشاعر :
« وَما ذاكَ إِلاّ الديكُ شارِبُ خَمرَةٍ
نَديمُ غُرابٍ لا يَمَلُّ الحَوانِيا
فلما استقل الصبحُ نادى بصوتهِ
ألا يا غُراب هل رددتَ رِدائيا ؟ »
ㅤ ㅤ
الأصمعي في قصة الديك والغراب
فقال الأصمعي :
إنّ العرب كانت تزعم أن الديك في الزمان الأول كان ذا جناحٍ يطير به في الجو ، وأنّ الغُراب كان ذا جناحٍ لكن لا يطير به، وأنهما تنادما ذات ليلة في حانة يشربان الخمر ، فنفد شرابُهما.
فقال الغُراب للدّيك : لو أعرتني جناحك لآتينَّك بشرابٍ نكمل به ليلتنا، فوافق الديك وأعاره جناحه، فطار الغُراب ولم يرجع ، فظل الديك ينتظره حتى الفجر . لذلك زعموا أنّ الديك إنما يصيح عند الفجر كل يوم ندماً وإستدعاءً لجناحه من الغُراب.
فضحك الأعرابي وقال :
« ما أنت إلاّ شيطان ! »
ㅤ ㅤ ㅤ
تحفة الأديب-السيوطي
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.