نهـاية طاغية

يحكى أنه فى بلاد بعيدة كان هناك حاكماً ظالماً لا يحكم بالعدل و لا يهتم بشؤون بلاده و رعيته، و فى ليلة من اللّيالى رأى حلماً مزعجاً ، رأى قمرين اثنين يتصادمان معاً ! و تكرر هذا الحلم على فترات بعيدة حتى أصبح يتكرر كل ليلة، و أصبح يقض مضجعه ليلاً و يقلق نهاره بالتفكير، فأصابه الرعب و الخوف.
نهـاية طاغية

و مع توالي الأيام دون نوم ، شحب وجه الملك و تغيرت حالته النفسية فقرر أن يستشير بعض مفسري الأحلام المشهورين فى مملكتة بخبرتهم و علمهم بتفسير الاحلام ، و عندما قصَّ عليهم الحلم، و عبر لهم عن انزعاجه و قلقه ، أجمعوا جميعهم بتفسير واحد وهو أن الملك سيموت بعد شهر قمري ة و لن يتعدى ثلاثين يوماً!
ذُعِـر الملك كثيراً من هذا التفسير و غضب من المفسرين أيما غضب ، فقام باعتقال المفسرين جميعهم و قرر قتلهم بعد 30 يوماً إن بقي على قيد الحياة .
و هكذا بقي الملك 30 يوماً فى اكتئاب و رعب و قلق متواصل لا يفكر فى شئٍ سوى في تأويل المفسرين ، فعاش شهراً كاملاً لا يأكل و لا يشرب يتنظر مصيره الذي قد يأتي أو لا يأتي .
و عندما انتهت المدة المحددة مات الملك .. و عاش المفسرون!!
اختار الناس حاكما جديدا لمملكتهم و لما عرف بقصة الملك الراحل قام بتعيين جميع مفسرى الاحلام كمستشاريين له ظنا منه انهم يعلمون الغيب . ولكن احد الاطباء الشرفاء أخبره بأن المفسرين لا يعلمون الغيب وقد جانبوا الصواب في تفسير حلم الملك لأن الكشف الطبى أكد أن سبب وفاة الملك هو الاكتئاب و الامتناع عن الاكل و الشرب لمدة 30 يوما . فالملك قد مات بسبب تفسير الحلم و خوفه منه وتصديقه له !

العبرة من ذلك:

الأفكار السلبية التي تؤمن بها تؤثر سلباً على حياتك و قد تقتلك ! لذلك كن واثقاً من نفسك ولا تستمع للانهزاميين و المحبطين فقد يشوِّشون على أفكارك وتنقلب حياتك رأساً على عقب!
لذلك حاول الاستشارة دائماً مع أهل الخبرة والتجارب والاستماع الى الآراء الايجابية التي تفتح لك باب التفاؤل دائماً وتوكل على الله و كن جاداً في عملك كي ترقى الى مدارج النجاح .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« .. إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ
إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ »
رواه الترمذي