الصدق يجمل الفتاة ويوصلها مدارج الأمراء

أراد أحد الأمراء أن يتزوج فقرّر أن يجمع بنات المدينه ليختبرهن وينظر أيهن أنسب له كزوجة تسكن قصر الأمراء وتصبح أماً للأميرات والأمراء .

فنادى مناد في البلاد أن الأمير قرر الزواج ويريد أن يلتقي بكل فتيات البلاد ليختار عروسه من بينهن . فتسابقت كل فتيات المدينة في زينتهن للحضور إلى قاعة القصر .. لقد قضين وقتاً ليس بالقصير في التحضير لهذا الحفل الراقي حتى يقدمن أنفسهن للأمير في هيأة تليق بالمقام ، إلى هنا يبدو الأمر عادياً جداً . لكن ما كان غير عادي هو حضور فتاة فقيرة بلباس يعبر عن حالتها الاجتماعية .. ولم تكن هذه الفتاة سوى إبنة خادمة بسيطة، وقد تعلّق قلبها بحب هذا الأمير، وكان يُخَيَّلُ إليها أنّها ستكون زوجتة بدون منازع..

كانت الخادمه العجوز حزينة وغير مطمئنة على إبنتها الفقيرة، فهي تعلم أن قلبها تعلق كثيراً بالأمير ، و تعلم أيضاً أن الأمير لن ينظر إليها. وقد تطرد من القصر قبل الدخول . فأخبرتها عن قلقها وخوفها من تحطّم قلبها، فمن المؤكّد أنّ الأمير سيختار فتاة من الطّبقة الرّاقية،

لكن الإبنة قالت : لاتقلقي يا أمّاه واليكن ما يكون، ليس لدي ما أخسره ولا بد لي أن أذهب كأي فتاة من فتيات المدينة،

ذهبت إبنة الخادمة إلى الحفل .. فلما خرج الأمير إليهن قال : (سأوزّع عليكنّ بذوراً وأطلب منكن زرعها.. والّتي تأتيني بعد ستة أشهر وبيدها أجمل وردة ستكون زوجة لي وأميرة البلاد ..)

ذهبت الفتاة الفقيرة وزرعت البذرة.. وانتظرتها لتنمو ، لكن وبعد.. مرور ستة أشهر لم ترى نمو تلك البذرة،

فقالت الأم لابنتها : (لاتذهبي للحفل يا ابنتي ، أخاف أن ينفطر قلبُك وأنت تشاهدين الأمير يختار شريكة حياته من بين فتيات المدينة)،

فقالت الفتاة : (بل سأذهب يأمي وآخذ معي هذه البذرة ، ولا تهتمي بشأني.. فأملي أن أمتّع ناظريّ برؤية الأمير عن قرب و لو للمرّة الأخيرة)..

وفعلاً ذهبت الفتاة وهي ترتدي فستاناً نظيفاً بألوان باهتة بفعل كثرة الاستعمال والغسيل.. وهناك في القصر اصطفّت جميع الفتيات وبيد كل واحدة منهنّ أجمل الورود، إلاّ هي كانت تحمل بين يديها بذرتها الّتي أبت أن تنبت .

فقال الأمير لما رأى ابنة الخادمة و بيديها بذرتها الجافة : الآن وجدت الفتاة التي سأتزوجها إنها هاته وأشار إلى ابنة الخادمة . فقالت الفتيات في صوت واحد : كيف.. وهي لم تأتي إلاّ ببذرتها البائسة؟